الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
علي الفقيه
خسرنا كثيرا
الأحد 11 مايو 2025 الساعة 20:11
خسرنا مطاراً، خسرنا موانئ، خسرنا مصانع اسمنت ومحطات كهرباء..
خسرنا قبلها خلال الحرب عشرات المنشآت التي كانت من منجزات ثورة 26 سبتمبر.
لكن كل تلك الخسائر تهون أمام الخسارة الكبرى المتمثلة في بقاء البلد والشعب في قبضة عصابة هي قرين الدمار والخراب.
الدمار المعنوي الذي تحدثه في نفوس الناس وفي شخصية الإنسان اليمني وفي النسيج الإجتماعي وفي مستقبل اليمنيين يفوق بمئات المرات الخراب المرئي.
لقد عطل الحوثي قطاعاً واسعاً من الشعب اليمني وأخرجهم عن الجاهزية للعمل والإنتاج، وحرم آلاف الشباب اليمني من التأهل واكتساب المهن وحولهم إلى مسوخ، واقعين تحت تأثير خطاب طائفي متطرف ومجنون يكن العداء للآخر، والآخر هنا هو كل ما يختلف مع الجماعة ونهجها وخطابها وكل قدراتهم ومهاراتهم التي يكسبون منها لقمة عيشهم اليومية انحصرت في الاستعداد للموت من أجل "السيد" وطموحاته وأوهامه.
كل هؤلاء ضحايا. ومع كل يوم تبقى فيه هذه الجماعة ممسكة بخناق البلد ينضم للقائمة ضحايا جدد يصعب معالجتهم مستقبلاً.
تخيل أن كثيرين منهم لا يزال مصدق الكذبة التي أطلقها المسخ الأكبر عبدالملك الحوثي عبر ناعقه الرسمي أن الجماعة تفرض الحظر الجوثي على دولة الكيان وأن مطاراتها محاصرة، ومادام قد قال المسخ فلا يتعبون حتى في سؤال أنفسهم من أين أقلعت المقاتلات التي حولت مطارنا وميناءنا إلى ركام.
أن تسلم هذه المجاميع عقولها ولا تكلف نفسها مجرد التساؤل فهنا تكمن الكارثة الحقيقية كيف يمكن أن تخرج كل هؤلاء من حالة التخدير الجماعي التي يرزحون تحتها. مع إدراكنا بأن القسم الأكبر من المجتمع يدرك حقيقة ما يجري ويعيش حالة من التبرم والرفض المكتوم، وإنما يتماشى مع الوضع بانتظار لحظة الخلاص.
الخارج يدير تحركاته وعلاقاته بما يحمي مصالحه، بينما لا تعنيه من قريب أو بعيد مصلحة اليمنيين أو تخليصهم من الكابوس، وبالتالي فإن التعويل عليه نوع من العبط والوهم وهروب من المسؤولية الملقاة على عاتق القيادات والنخب اليمنية المناهضة للعصابة أن لا تخذل الشعب اليمني أكثر مما قد فعلت، فلم يعد في مقدور الشعب المزيد من الإحتمال.
هل تدركون ماذا يعني أنه وبعد كل الخراب والدمار الذي حدث سيخرج طائر الخراب اليوم يحتفل بانتصاره على أمريكا؟!!