الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
العميد علي محمود يامن
الفريق محسن … إرادة القتال والدوافع الوطنية
السبت 28 يونيو 2025 الساعة 14:01

للقيادات التاريخية الناجحة مرتكزات فكرية، ودوافع ذاتية، ومحددات وطنية تشكل روافع أساسية للنجاح وتحقيق الانتصارات.

وقد أعطى الفريق محسن جلّ وقته، وكل تفكيره، ونشاطه اليومي لخدمة القضية الوطنية ومحاربة العصابة الحوثية، بهمة عالية، وإرادة صلبة، وفاعلية كبيرة، وإرادة قتال صلبة .

ينطبق عليه القول المأثور: “كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.”

ولأن “القرب حجاب” كما يقول أهل التصوف، وبحسب أحد قيادات الجيش الوطني من الصف الأول، فإنه كلما تعرضت مأرب لمخاطر، استحضر الجميع مواقف الفريق محسن في مواجهة التحديات خلال فترات قيادته، لتكون حاضرة في استلهام التجارب لمواجهة المخاطر، وبذات الحماس، والقدر من القوة، واستحضار دوافع خوض المعركة الوطنية، بذات الروح الوطنية العالية، ومنطلقات الرجل في حربه الوجودية مع الفكر والعصابة الإمامية المتمردة على إجماع اليمنيين.

ونوجز بعض تلك الدوافع والمنطلقات في ما يلي:

 

 

 

أولاً:

كون الرجل على دراية عميقة بمخاطر وأضرار المشروع الشيعي الإمامي، بكل أطيافه ومكوناته، على اليمن والأمة العربية والإسلامية، المرتكز على فكرة مركزية وهدف محوري راسخ في المخيلة السياسية والفكرية والعقدية الشيعية. هذه المخيلة تؤمن -عقيدةً وفكرًا ومنهجًا– بأن تحقيق أهدافها لا يتم إلا على أنقاض المشروع العربي الحضاري السُّني، بكل عناصره ومستوياته.

وقد أكدت كل مراحل وأحداث التاريخ أن التمدد الشيعي الجغرافي لم يكن يومًا إلا خصمًا على جغرافية وحضارة البنيان العربي والإسلامي السُّني، وهي الأرضية المعرفية والتاريخية والفكرية الراسخة في الوجدان العربي، عبر العصور الإسلامية، وحتى اللحظة الراهنة.

 

 

 

ثانيًا:

قراءة تاريخية واعية وعميقة لمخاطر الإمامة على وحدة وسيادة وتقدم اليمن؛ إذ يملك الرجل أرضية معرفية راسخة بالتاريخ اليمني، وعلى وجه الخصوص فترات حكم الإمامة المظلمة، التي عاثت في الأرض فسادًا، وعطلت الدور الحضاري والريادي للأمة اليمنية العريقة.

 

 

 

ثالثًا:

الثقافة والانتماء الوطني الجمهوري، وهو الرصيد الوطني الذي أفنى الرجل فيه أفضل عطائه، وعاش فترات نضاله وتضحياته، وشارك في انتصاراته وكفاحه، منذ بواكير الثورة السبتمبرية الظافرة، ومسيرة العمل الوطني المشرف، الناصع البياض، حتى يوم الناس هذا.

 

 

 

رابعًا:

تاريخ طويل في إدارة الحرب الوطنية ضد فلول الإمامة، من خلال مشاركته العملية جنديًا في صفوف القوات المسلحة الجمهورية، منذ إشراقة سبتمبر العظيم، وملاحم الدفاع عن صنعاء، وتحديدًا حصار السبعين المجيد. كما كان قائدًا قويًا وشجاعًا في الميدان، وعلى أعلى سلم القيادة، لمواجهة المشروع الإمامي الحوثي، منذ تمرداته الأولى وحتى مواجهته على أسوار العاصمة، وقيادة مقاومته لاستعادة الدولة والجمهورية، طوال عشرين عامًا من تاريخ اليمن المجيد.

 

 

 

خامسًا:

الإيمان بوحدة المصير المشترك لقوى الإقليم في الجزيرة العربية والمحيط العربي، لمواجهة التحديات والمخاطر الوجودية على الأمن القومي العربي، وفي مقدمتها:

 

مخاطر التمدد الطائفي الصفوي،

والطموحات التخريبية غير المشروعة لنظام “الولي الفقيه”،

وخطط السيطرة والنفوذ والتوسع للكيان الصهيوني،

والنظام الطائفي لمشروع “ولاية الفقيه”.

 

 

 

 

وقد حقق الفريق محسن نجاحات كبيرة، وانتصارات متتالية، رغم ما واجهه من صعوبات جمّة داخل منظومة الشرعية، وضعف في القدرات لدى بعض القيادات السياسية لأهم المكونات الوطنية، وسوء في اختياراتها، وانعدام في تقديرها لأدوات ووسائل وطرق الصراع، بمختلف مستوياته ومجالاته.

 

وليس هذا الموضع ولا التوقيت الأنسب لتناول تلك الجوانب، لكنها -بمشيئة الله تعالى– ستكون محل دراسة عميقة، في الوقت والظرف الوطني المناسب.

حفظ الله اليمن ؛؛؛