الوطن هو الهوية الجامعة التي تجري في الدم، والشجرة الخالدة التي تورق في القلب.
هو المواطنة التي تتمتع بكامل حقوقها، والمواطن الذي يؤدي كل ما عليه من واجبات.
هو اعتمال الواقع الحي، وأشواق المستقبل المنشود.
هو الأمن والأمل، القيم والنُظم، الذكريات والمحصلات.
هو القانون الذي يسود، والعدالة التي تسري.
هو الجغرافيا التي تسكننا، والبيت الذي نسكنه.
وعليه، فإن جماعة الحوثي حين تقوم بهدم بيت مواطن ودفعه للنزوح تحت أي ادعاء كان، فهي إنما تستهدف بذلك الجرم هدم الوطن والحلم، والنفس والحياة. وفي القرآن الكريم جاءت ثنائية قتل النفس والخروج من الديار في سياق واحد:
"ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم"،
ولا غرابة في ذلك، فالحياة في أنصع تجلياتها إنما هي ظرفا زمان ومكان.
وكما قيل: "الذي ما له وطن، ما له في الثرى ضريح".