الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
خالد العلواني
لماذا لا يحتفي الحوثيون بالهجرة النبوية؟!
الخميس 4 سبتمبر 2025 الساعة 12:14

لماذا لا يحتفي الحوثيون بالهجرة النبوية كما يحتفون بمولده صلى الله عليه وسلم على الرغم من أن الهجرة حدث فارق في التاريخ الإسلامي شاركت فيه جماعة المسلمين كافة، وانتقلت عنده الرسالة المحمدية من دعوة وعقيدة، مطاردة في مكة المكرمة إلى شعيرة ومعاملة وسلوك، في ظل دولة ناشئة، يمتلك فيها المسلمون، السلطان على النفس والسلطان على الأرض؟

 

وقبل الجواب على هذا السؤال يحسن التوضيح أن الحوثين إنما يبالغون في الاحتفاء بالمولد النبوي بهدف ترميز قيادات الجماعة، وتقديمهم للمجتمع في صورة ملتبسة بالدين، معصومة من الخطأ مسلّمة من الزلل، بما يضمن لهم الثراء المادي وتسلط العرق والنسب، وتمرير الأفكار الطائفية التي يعتنقونها، والتمكين للمشروع الخميني الذي يتبنونه.

وعودا إلى بدء يمكن القول:

- إن الحوثية جماعة وصولية انتهازية مغلقة، ليس في مصلحتها الضيقة أن تحتفي بالهجرة النبوية، التي تجسد قيم المساواة والرحمة والتآخي، والتضحية والإيثار، وتقرر مبدأ "من أبطأ به عمله لن يسرع به نسبه".

- الاحتفاء بالهجرة سيكشف الحقيقة الطفيلية لجماعة الحوثي الكهنوتية، التي تحب أن تحمد بما لم تفعل، حيث ستجد نفسها مضطرة للحديث عن الهجرة ومسارها، ودور اليمنيين الرائد في استقبال المهاجرين الفارين بدينهم من قمع ومضايقات ذوي القربى والنسب كأبي لهب ورفاقه.

 

- سيدرك البسطاء من الناس والمغرر بهم أن اليمنيين من الأوس والخزرج آمنوا بالرسالة المحمدية، واحتضنوا الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، في حين كان أبو لهب والمتمسكون بعقدة النسب غارقين في وحل الشرك، وعبادة الأصنام، والمشاقة لله ولرسوله، كل همهم هو كيف يطفئون نور الدعوة، ويتخلصون من محمد وأتباعه، اغتيالا وتعذيبا ومقاطعة ونفيا من مكة.

- الاحتفاء بالهجرة سيظهر حقيقة تقديس الرسالة المحمدية للعمل والكسب الحلال من خلال كدح اليد والصفق في الأسواق، ضدا على المسلك الحوثي القائم على النهب، والإتاوات والمكوس.

 

- سيتضح للمتأمل والدارس أن بني هاشم كأسرة، لم تكن في صف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة باستثناء بعض الأفراد، كونها كانت ضمن المنظومة التي شاركت في تهجيره مع صحبه الكرام، بعد نهب ممتلكاتهم جميعا، وتسليط الضوء على حدث الهجرة سيجعل اليمنيين يربطون ما يجري اليوم على يد جماعة الحوثي من تهجير لليمنيين، ودفعهم للنزوح بالملايين، والاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم، بما جرى بالأمس البعيد إبان الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.

 

* (المصدر أونلاين)