الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
خالد العلواني
أسرة الأحمر.. تضحيات جسيمة ونضال وطني مستمر
الاثنين 8 سبتمبر 2025 الساعة 13:48

كل يمني عاش في ظل الجمهورية، مرفوع الرأس، مصان الكرامة، موفور الحقوق والحريات، يدين – بعد الله – لثوار 1948 الذين أيقظوا الوعي، ولثورة 26 سبتمبر التي صنعت الفجر، وحررت الشعب من آصار الإمامة.
 

وفي قلب هذه المسيرة، تبرز أسرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، بداية من الأنين الذي كان يردده الأحرار سرا، وصولا إلى صيحة الثورة التي أصغت لها الأمم، وسجلها التاريخ بسطور من نور.
 

وقد دفعت أسرة الأحمر ثمنا غاليا حيث أُعدم الشيخ حسين بن ناصر الأحمر وولديه حميد وقايد في سجون حجة، بينما قضى الشيخ عبدالله سنوات شبابه خلف القضبان، ليخرج بعدها وهو على قدر مع الجمهورية، وخدمة الشعب في عدد من الميادين والساحات الوطنية.

فلا تذكر القبيلة ودورها في الثورة وتثبيت الجمهورية، إلا وسطع اسم أسرة الشيخ الأحمر، برمزيته الحكيمة الوازنة.
 

ولا يذكر الدستور والشورى، إلا وكان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر حاضرا حيث انتخب عام 1969 رئيسًا للمجلس الوطني، الذي وضع لبنات الدستور الدائم، ثم رئيسًا لمجلس الشورى عام 1970، ووزيرًا للداخلية أكثر من مرة، قبل أن يقود مجلس النواب ثلاثة مرات متتالية، جامعًا بين السياسة والدولة والتاريخ.
 

كان الشيخ عبدالله رحمه الله رجل توازنات بامتياز، يعرف كيف يوازن بين القبيلة والدولة، بين الداخل والخارج، بين المصلحة الوطنية والقضايا العربية الكبرى، وقد كان له إسهامات مقدرة في تعزيز العلاقات اليمنية – السعودية وشد حبالها وتقوية وشائجها، بما يعود بالخير على البلدين والشعبين الشقيقين.
 

وعلى الصعيد الحزبي كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من مؤسسي المؤتمر الشعبي العام، ثم أصبح أول رئيس للتجمع اليمني للإصلاح عند تأسيسه عام 1990، جامعًا بين التجربة الحزبية والحنكة الوطنية، مكرسا صورة السياسي الذي يعيش هم وطنه وقضاياه المصيرية.
 

رحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في أحلك الظروف الوطنية وظلت الأسرة  تسير على الدرب رافضة التدجين والخرافة والكهنوت، ومحافظة على حضورها في مشهد الدفاع عن الجمهورية، والهوية الوطنية، وصيانة إرثها النضالي.