أوقفت الأمم المتحدة جميع عملياتها في محافظة صعدة، معقل ميليشيا الحوثي في شمال اليمن، بعد احتجاز الميليشيا المدعومة من إيران المزيد من موظفيها.
وقال موقع الأمم المتحدة، إن الأمين العام للأمم المتحدة وجه الوكالات والصناديق والبرامج الأممية إلى التعليق المؤقت لجميع العمليات والبرامج في محافظة صعدة في اليمن، مشيراً إلى أن ذلك نتيجة "غياب الظروف الأمنية والضمانات اللازمة".
وأرجع الموقع ذلك إلى "قيام سلطات الأمر الواقع (الحوثيين) مؤخرا باحتجاز 8 موظفين أمميين إضافيين، منهم 6 يعملون في صعدة، مما أثر على قدرة الأمم المتحدة على العمل هناك".
"وأفاد بيان منسوب للمتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش بأن هذا الإجراء الاستثنائي والمؤقت يهدف إلى تحقيق التوازن بين ضرورة البقاء وتقديم المساعدة وبين الحاجة إلى ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وشركائها، إذ إن هذه الضمانات تُعد ضرورية في نهاية المطاف لضمان فاعلية واستدامة جهود الأمم المتحدة".
وأضاف أن "هذا التعليق المؤقت يمنح الوقت لسلطات الأمر الواقع والأمم المتحدة لترتيب الإفراج عن الموظفين المحتجزين وضمان توافر الظروف اللازمة لتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية، وفقا لمبادئ الحياد وعدم التحيز والاستقلالية والمبادئ الإنسانية".
وأكد أن الأمم المتحدة ملتزمة بالكامل بمساعدة الملايين من المحتاجين في جميع أنحاء اليمن.
وسبق للأمم المتحدة أن وجهت موظفيها في صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا، أواخر يناير الفائت، بالعمل من منازلهم وليس من المكاتب، وذلك في خضم تصاعد عمليات الخطف الحوثية بحق الموظفين، قبل أن تتراجع بعد 8 أيام وتوجههم بالعودة للعمل من المكاتب.
وتواصل الميليشيا احتجاز العشرات من موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني في اليمن، والذين اختطفتهم على فترتين في يونيو 2024 حين اختطفت ما لا يقل عن 13 موظفاً تابعاً للأمم المتحدة و50 عاملاً في منظمات غير حكومية دولية ووطنية، ويناير 2025، حين اختطفت ثمانية موظفين إضافيين ونحو عشرين من العاملين في منظمات أخرى.
ورغم الإدانات المحلية والدولية الواسعة كثفت ميليشيا الحوثي من حملات الخطف، وسط مخاوف من تأثير ذلك على أعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن التي تقول التقارير الدولية إنها تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
يذكر أن الأمم المتحدة علّقت في شهر سبتمبر الماضي، بعض الأنشطة غير الضرورية في مناطق سيطرة الحوثيين لتقليل المخاطر على موظفيها، وفق بيان صدر في حينه.