أعلنت السفارة اليمنية في الأردن، اليوم الإثنين، أن السلطات الأردنية ألغت مذكرة تفاهم بين مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية، والهيئة العليا للأدوية التابعة للحوثيين، بعد اكتشاف تلاعب في هوية الممثل الموقع عن الجانب اليمني.
وأوضحت السفارة، في بيان رسمي، أن المدعو علي محمد عباس، الذي ينتمي إلى ميليشيا الحوثي، انتحل صفة رئيس الهيئة اليمنية للأدوية وقام بتوقيع الاتفاقية، وقامت السفارة بالتواصل مع السلطات الأردنية المعنية التي أصدرت توجيهاتها بإلغاء مذكرة التفاهم.
وأشادت السفارة اليمنية بالتجاوب السريع من قبل السلطات الأردنية، مشيرة إلى استمرار التنسيق المشترك لضمان التعامل مع الجهات الشرعية فقط، والتأكد من هوية الوفود الرسمية التي تمثل حكومة الجمهورية اليمنية المعترف بها دولياً.
وكانت ميليشيا الحوثي قد أعلنت، مساء أمس الأحد، توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية لتعزيز التعاون في مجال الأدوية، في واقعة أثارت جدلاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي اليمنية.
وجاء الإلغاء الأردني بعد رسالة وجهها وزير الصحة العامة والسكان د. قاسم بحيبح إلى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، طالبته بمخاطبة الجانب الأردني ومطالبته "بإلغاء أي اتفاقيات أو تواصل مع الهيئة العليا للأدوية بصنعاء وأن الممثل الشرعي للهيئة العليا للأدوية بالجمهورية اليمنية هو المكتب الرئيسي".
وقالت المذكرة إن "الهيئة العليا للأدوية اليمنية المركز الرئيسي قد نقلت إلى العاصمة المؤقتة عدن بقرار مجلس الوزراء رقم (??) لعام ????م وهي الممثل الرسمي والشرعي للهيئة العليا للأدوية اليمنية، وقد قامت ميليشيات الحوثي بتنصيب عناصر من جماعتها في الهيئة العليا للأدوية بصنعاء وهي غير معترف بها دولياً".
واستغربت المذكرة حدوث اللقاء مع هيئة الأدوية الحوثية، مشيرة إلى أن "المدير العام التنفيذي للهيئة العليا للأدوية د. عبد القادر الباكري قد اجتمع مع رئيس هيئة الدواء والغذاء الأردنية مسبقاً وكان على تواصل معهم وأرسل لهم من عدن عدة دورات تدريبية كما أن المراسلات المعتمدة وما يتم معنا في مخاطبات المنح العلاجية والدراسية تتم عبر البروتوكول الصحي بين البلدين عبر وزارة الخارجية وسفارتنا بالأردن".
كيف تمكنت الميليشيا من القيام بذلك؟
يعتبر المجال الذي وقعت فيه المذكرة من اختصاصات الملحق الصحي في السفارة اليمنية بالأردن، وقد تمكنت الميليشيا من تحقيق ذلك نتيجة غياب الملحق في السفارة، وذلك لعدم تجديد رئاسة الحكومة للملحق الذي انتهت فترته أو اختيار ملحق جديد، وفق ما أفاد به مصدر حكومي مطلع.
وأضاف المصدر أنه ونتيجة غياب الملحق الصحي في السفارة تمكنت هيئة الدواء التابعة للحوثيين من التواصل مع الجانب الأردني وتوقيع الاتفاقية، إذ لم ترجع الجهات الأردنية إلى السفارة نتيجة عدم وجود الملحق الذي من المفترض أن تتواصل به حسب البروتوكول.
وانتهت فترة الملحق في الأردن وتركيا في وقت سابق العام الماضي، دون تجديد، ما تسبب في "إرباك وتوقف للبروتوكول الصحي بين بلادنا وهذه البلدان"، وفق مذكرة موجهة من وزير الصحة قاسم بحيبح، لرئيس الوزراء أحمد بن مبارك، في 1 أغسطس من العام الماضي.
وطالب بحيبح بن مبارك بـ"تعيين ملحقين صحيين في هذه الملحقيات حسب المرشحين الذين تم رفعهم إليكم أو التوجيه لوزارة الخارجية باستمرار السابقين".
وفي مذكرة أخرى بتاريخ 22 أكتوبر من العام نفسه، طلب وزير الصحة من رئيس الحكومة، "أن يتم التجديد للملحق الصحي د. عبد الوهاب العلفي أسوة بأمثاله بالملحقيات الفنية، وذلك لكونه من أفضل الكوادر التي عملت بوزارة الصحة كملحق صحي ولديه علاقات واسعة جداً بالأردن ومستمر في خدمة المرضى اليمنيين والأطباء الدارسين في الأردن، ويستحق التجديد له لفترة مماثلة"، وذلك بعد تعثر "تعيين ملحق صحي جديد من ضمن الأسماء المرفوعة إليكم".