شرعت ميليشيا الحوثي خلال الأيام القليلة الماضية في توزيع سلال غذائية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، كانت قد استولت عليها بالقوة منتصف مارس الماضي من مخازن البرنامج في محافظة صعدة، شمالي اليمن، وذلك دون أي حضور لممثلي الوكالة الأممية أو إشراف منها.

وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين"، إن الحوثيين قاموا بتوزيع المساعدات المنهوبة عبر شبكات محلية تابعة لهم، بعيدًا عن المعايير الإنسانية التي يلتزم بها البرنامج في عملياته داخل اليمن.

ورغم خطورة الواقعة، لم يصدر عن برنامج الأغذية العالمي أو الأمم المتحدة أي تعليق رسمي حتى الآن، سواء بشأن اقتحام المخازن والاستيلاء على المساعدات أو بشأن عملية التوزيع الأخيرة.

وكانت الوكالة قد علّقت عملياتها في صعدة في وقت سابق، على خلفية وفاة موظفها أحمد باعلوي في أحد سجون الحوثيين بصنعاء، بعد نحو شهر من اختطافه أواخر العام الفائت.

وفي 18 مارس، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن الحوثيين استولوا على أكثر من 2.5 مليون كيلوجرام من المواد الغذائية التابعة للبرنامج في صعدة، معتبرة ذلك "مثالًا آخر على تجاهل الجماعة لمعاناة الشعب اليمني وعدوانها المتواصل على العمليات الإنسانية".

أكد مصدر خاص في برنامج الأغذية العالمي لـ"المصدر أونلاين" حينها، أن مخزونات الوكالة في صعدة وقعت بالفعل تحت سيطرة الحوثيين.

ويثير الصمت الأممي حيال هذا التطور تساؤلات حول تراجع قدرة المنظمة الدولية على حماية برامجها ومساعداتها الإنسانية، في وقت يرى مراقبون أن ذلك الصمت قد يمثل شكلًا من أشكال القبول بالأمر الواقع، ويمنح الميليشيا غطاءً لمواصلة نهب المساعدات، وسط مخاوف من تواطؤ غير مباشر أو عجز مؤسسي أمام نفوذ الجماعة المسلحة.

يذكر أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا كانت قد أدانت في شهر مارس، عبر وزير إعلامها معمر الإرياني، عملية الاستيلاء على المساعدات، متهمة الحوثيين بارتكاب "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم"، ومشددة على أن الجماعة مستمرة في نهب المساعدات وحرمان المستحقين منها، مستشهدة بسوابق مماثلة في محافظتي الحديدة وحجة.