شنت مليشيا الحوثي حملة اختطافات جديدة واسعة طالت عدداً من الأكاديميين والمحامين وموظفي البنوك والمشايخ، في محافظة إب وسط اليمن، ضمن حملة ممنهجة متواصلة منذ أسابيع لترهيب السكان، وسط تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين في المحافظة.
وأفادت مصادر محلية أن المليشيا الحوثية اقتحمت جامعة العلوم والتكنولوجيا بمحافظة إب، واختطفت مدير شؤون الموظفين فيها، حمود عبدالله المقبلي، واقتادته إلى جهة مجهولة، دون أي مسوغ قانوني.
وفي سياق متصل، اقتحمت عناصر المليشيا بنك سبأ بمدينة إب، واختطفت الموظف نشوان الحاج، فيما طالت الحملة أيضاً الأستاذ عبدالواحد آل قاسم، والدكتور محمد الشارح، اللذين جرى اختطافهما في ظروف غامضة.
كما أقدمت مليشيا الحوثي على اختطاف المحامي فضل العمامي من داخل محل تجاري يعمل فيه، وتم اقتياده إلى أحد سجونها بمدينة إب، في انتهاك صارخ لحرمة العمل والمهنة.
ولم تسلم الأُسر الأكاديمية من الانتهاكات، حيث كشفت مصادر حقوقية عن قيام المليشيا باقتحام منزل الأكاديمي الدكتور محمد هادي الفلاحي في مدينة إب، واختطاف نجله بعد نحو شهر من اختطاف الدكتور الفلاحي نفسه، وإيداعهما في سجن الأمن السياسي سيء الصيت بالمحافظة.
وفي سياق الحملة المستمرة، اختطفت المليشيا الحافظ محمد نعمان أحمد الخولاني، مدير مركز الإقراء والإجازة بالسند في الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بمحافظة إب.
وذكر الأهالي أن الخولاني يُعد من كبار حفاظ القرآن الكريم بالقراءات العشر، ويواصل حالياً تحضير رسالة الدكتوراه في جامعة إب.
وسبق ذلك بأسابيع قليلة اختطاف الدكتور محمد قائد عقلان، مدير دار القرآن الكريم بمنطقة اليهاري في مديرية ريف إب، حيث تم اقتياده إلى سجون المليشيا بذات المدينة.
في السياق، أقدمت المليشيا على اقتحام منزل الدكتور عبدالحميد المصباحي بمدينة إب، ونهبت هواتف وممتلكات خاصة بقوة السلاح، وسط ترويع النساء والأطفال، دون تنفيذ أي أمر قضائي.
وتأتي هذه الاختطافات ضمن سلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها جماعة الحوثي في محافظة إب الخاضعة لسيطرتها منذ خريف 2014، حيث وثّقت منظمات حقوقية أكثر من 2200 انتهاك وجريمة حوثية في المحافظة خلال العام الماضي فقط.
وتؤكد هذه الحملة المتصاعدة أن المليشيا تواصل فرض سياسة الترهيب والتكميم والتضييق على الحريات الأكاديمية والدينية والمهنية في محافظة إب، في ظل صمت حقوقي ودولي حيال هذه الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين في مناطق الميليشيا.