قالت قوات "المقاومة الوطنية"، الخميس، إن شحنة الأسلحة الإيرانية التي تم ضبطها أواخر يونيو الماضي أثناء تهريبها إلى مليشيا الحوثي، تحتوي على أسلحة استراتيجية حديثة وغير مسبوقة في ترسانة الجماعة، ما يؤشر إلى مرحلة جديدة من الدعم العسكري الإيراني تتجاوز النطاق التقليدي، وتكشف عن تصعيد خطير في مستوى التسليح المقدم من طهران للحوثيين.
وفي مؤتمر صحفي عقدته في مدينة المخا الساحلية بحضور واسع لوسائل إعلام محلية ودولية، أوضحت المقاومة الوطنية التابعة لعضو مجلس القيادة العميد طارق صالح أن فحص مكونات الشحنة، التي تم اعتراضها بالتنسيق بين شعبة الاستخبارات والقوة البحرية، أظهر وجود أنظمة تسليح إيرانية تستخدم عادة في الجيوش النظامية، بينها صواريخ بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر، وطائرات مسيّرة انتحارية، ومعدات تجسس واستخبارات دقيقة.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم المقاومة الوطنية، العميد الركن صادق دويد، فإن الشحنة المصادرة تضمنت:
أجزاء من الصاروخ البحري الإيراني "قدر 380" بمدى 1000 كم.
مكونات من صاروخ الدفاع الجوي "طائر 3" المعروف لدى الحوثيين باسم "برق 3"، بمدى 100–200 كم وارتفاع يصل إلى 27 كم.
أجزاء من صواريخ "غدير" و**"يا علي"* و*"قاسم"** الإيرانية.
صواريخ مضادة للطيران من نوع "صقر 358" الذي يستخدمه الحوثيون تحت اسم "صقر 2".
مسيّرات انتحارية من طراز "معراج 532" بمدى 500 كم، وأخرى استطلاعية من نوع "FPT".
صواريخ قصيرة المدى مثل "ستريلا 2"، وصاروخ فرط صوتي يسمى "جنيحات زعانف" أو "فلسطين 2".
معدات تجسس ومكونات لتقنيات غير تقليدية
وأضاف دويد أن الشحنة اشتملت أيضا على معدات تجسس متطورة، من بينها جهاز إسرائيلي الصنع من شركة "سيلبيريت"، يُستخدم في استخراج البيانات من الأجهزة الإلكترونية، إلى جانب كاميرات تجسس صغيرة الحجم، وجهاز لكشف الكذب.
ولفت إلى وجود جهاز لفحص المواد الكيميائية، في مؤشر مقلق على وجود نوايا لدى الحوثيين لتطوير أسلحة كيميائية أو بيولوجية، بدعم مباشر من إيران.
كما تم ضبط مكونات قناصات AM-50، ومدفع "بي 10" المضاد للدروع، ومعدات تدريبية ومحاكاة، ومناظير حرارية وليزرية تُستخدم في كشف الطيران المسيّر، بالإضافة إلى محركات طائرات مسيّرة متعددة القوة.
وأكد دويد أن العديد من مكونات الشحنة تحمل تعليمات باللغة الفارسية، ما يُثبت منشأها الإيراني، في حين وُجدت أيضا معدات تقنية ذات منشأ بريطاني وأميركي، مشيرًا إلى أن الحكومة اليمنية ستوجه عبر وزارة الخارجية استفسارات رسمية إلى لندن وواشنطن بشأن كيفية وصول هذه المعدات إلى إيران.
وأوضح المتحدث العسكري أن طاقم السفينة المكوّن من سبعة بحارة تم تسجيلهم على أنهم صيادون، وأن التحقيقات معهم أظهرت أن الشحنة المضبوطة هي الشحنة الثالثة عشرة التي يتم تهريبها من إيران إلى الحوثيين، عبر شبكة تهريب يديرها قيادي حوثي يُدعى محمد أحمد الطالبي، ويُكنى "أبو جعفر الطالبي".
واعتبر دويد أن تنوع الشحنة ومكوناتها المتقدمة يؤكد أن جماعة الحوثي لا تقوم بتصنيع الأسلحة كما تزعم، وإنما تتلقى أسلحة جاهزة من إيران وتقوم بإعادة تسميتها أو إجراء تعديلات بسيطة، مشيراً إلى أن "التصعيد الإيراني بات يهدد الأمن الإقليمي والدولي، وليس فقط الداخل اليمني".
ودعت المقاومة الوطنية في ختام المؤتمر الصحفي إلى تحرك دولي عاجل لكبح جماح تهريب السلاح الإيراني إلى الحوثيين، محذّرة من أن صمت المجتمع الدولي يسمح بتوسع تهديد ميليشيا مسلحة ذات نزعة أيديولوجية وتكنولوجيا عسكرية متطورة.