الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
الحوثي يغطي سرقاته بالاتهامات.. أسلوب قديم يتجدد لتضليل الرأي العام
السبت 18 اكتوبر 2025 الساعة 15:04
يمن سكاي - خاص

تواصل مليشيا الحوثي استخدام سياسة التشويش وصناعة الاتهامات كوسيلة للهروب من مسؤولياتها أمام تدهور الوضع المعيشي في مناطق سيطرتها، في ظل تصاعد موجة الغضب الشعبي جراء تفاقم الفقر وارتفاع الأسعار وانقطاع المرتبات منذ سنوات.

فبينما تتصاعد الانتقادات لفساد الجماعة ونهبها المنهجي للموارد العامة وأموال الضرائب والزكاة والمساعدات الإنسانية، تلجأ وسائل إعلامها وناطقوها إلى إطلاق اتهامات جزافية ضد أطراف داخلية وخارجية، محاولةً تغطية جرائمها الاقتصادية بإثارة ضجيج سياسي وإعلامي.

 

نهب الموارد وتضليل الشعب

منذ انقلابها على الدولة عام 2014، استحوذت المليشيا على جميع إيرادات مؤسسات الدولة في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك عوائد الجمارك والضرائب والاتصالات والأوقاف والزكاة والوقود، ومع ذلك لم تُصرف رواتب الموظفين، ولم تُقدَّم أي خدمات تُذكر.

ويرى مراقبون أن المليشيا باتت تستخدم شعار "الحصار والعدوان" كغطاء جاهز لتبرير فشلها وسرقاتها، إذ تتهم الحكومة والتحالف العربي بالتسبب بالأزمة المعيشية، رغم أن الوقائع تثبت أن مليارات الريالات تُجبى يوميًا دون أن تنعكس على حياة المواطنين.

 

حملات اتهام بدل الشفافية

خلال الأشهر الأخيرة، صعّدت الجماعة حملات التحريض ضد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، متهمة موظفيها بـ"التجسس" و"العمالة"، في محاولة لتشويه المؤسسات التي ترصد فسادها وعبثها بالمساعدات الإنسانية.

وفي الوقت ذاته، أطلقت حملة إعلامية جديدة لتوجيه الغضب الشعبي نحو الخارج، بالتزامن مع تسريب وثائق عن نهب واسع للأموال والمساعدات من قبل قياداتها.

ويقول محللون إن "الهدف من هذه الحملات هو صرف أنظار الشارع اليمني عن الأزمة الحقيقية المتمثلة في الفساد البنيوي والنهب الممنهج داخل مؤسسات الجماعة".

 

نهج متكرر.. العدو البديل

منذ سنوات، تتبع مليشيا الحوثي سياسة "اختراع العدو" كلما واجهت أزمة داخلية، فمرة تتهم التحالف، وأخرى الأمم المتحدة، وثالثة رجال الأعمال أو التجار، وكل ذلك لتفادي المساءلة عن فشلها في إدارة شؤون الناس.

ويرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية القائمة على الكذب والتضليل تمثل سمة أصيلة في خطاب الحوثيين، الذين يسعون لتصوير أنفسهم كضحايا بينما يمارسون أقسى أشكال النهب والقمع بحق الشعب اليمني.

 

 

بين واقعٍ معيشيٍّ مأساوي وفسادٍ متجذّرٍ داخل مؤسسات الحوثيين، تتواصل محاولات الجماعة إخفاء فشلها وسرقاتها عبر الاتهامات الممنهجة التي لم تعد تنطلي على الشارع اليمني.

فمع اتساع وعي المواطنين وتزايد الأصوات المنتقدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتضح أكثر فأكثر أن #الحوثي_يغطي_سرقاته_بالاتهامات ليس مجرد وسم، بل حقيقة يعيشها اليمنيون يوميًا في تفاصيل حياتهم ومعاناتهم المستمرة.

متعلقات