الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
الحوثيون وبيوت الله.. منابر تصادر وأخرى تُفجّر: مسجد سعوان آخر فصول الانتهاكات
الاربعاء 22 اكتوبر 2025 الساعة 16:00
يمن سكاي - خاص

في مشهد يعيد إلى الأذهان سلسلة طويلة من الاعتداءات على دور العبادة، اقتحمت ميليشيا الحوثي، فجر الجمعة الماضية، مسجد السنة في حي سعوان بالعاصمة صنعاء، واعتدت على القائمين عليه، فارضة خطيبًا تابعًا لها بقوة السلاح. لم تكن الحادثة استثناءً، بل حلقة جديدة في مسلسل ممنهج من الانتهاكات التي طالت المساجد منذ انقلاب الجماعة على الدولة عام 2014.
 

 

منذ سيطرتها على صنعاء، حوّلت الميليشيا المساجد إلى ساحات تعبئة فكرية تخدم مشروعها الطائفي، وأحكمت قبضتها على المنابر والخطباء، مطلقة حملة واسعة لإعادة صياغة الخطاب الديني بما يتماشى مع رؤيتها السلالية. عشرات المساجد في العاصمة وحدها جرى تغيير أئمتها قسرًا، فيما فُجّرت أخرى في صعدة وتعز وإب ومناطق مختلفة من اليمن، بعد رفض القائمين عليها الانصياع لتعليمات الجماعة.

 

حادثة مسجد سعوان لم تختلف في جوهرها عن تلك السابقة، لكنها جاءت لتؤكد إصرار الميليشيا على استهداف كل ما يرمز للتنوّع الديني والمجتمعي في البلاد. فبحسب شهود عيان، حاصرت عناصر مسلحة المسجد بعد صلاة العشاء، وأجبرت المصلين على مغادرته، قبل أن يصعد أحد الموالين للجماعة المنبر ليلقي خطبة تعبّوية تمجّد زعيم الجماعة وتهاجم خصومها السياسيين.

 

وزارة الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية دانت الحادثة، ووصفتها بأنها جريمة جديدة تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات الحوثية ضد بيوت الله، مؤكدة أن الجماعة حوّلت المساجد إلى منصات سياسية تعبّئ المصلين لصالح مشروعها الطائفي، في انتهاك صارخ لحرمة الدين والمكان.

 

تقديرات غير رسمية تشير إلى أن الحوثيين اقتحموا أو فجّروا أكثر من 120 مسجدًا في مختلف المحافظات منذ اندلاع الحرب، بعضها تم تسويته بالأرض، فيما حُوّل عدد منها إلى مخازن سلاح أو مقرات عسكرية. ومع كل انتهاك جديد، يتجدد الغضب الشعبي والدعوات إلى توثيق هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.

 

اليوم، يقف مسجد سعوان شاهدًا جديدًا على واحدة من أبشع صور الاستبداد الديني والسياسي في اليمن، فيما يواصل الحوثيون حربهم المفتوحة على المساجد، في محاولة لطمس هوية المجتمع وإخضاع روحه الإيمانية لمشروع يستمدّ شرعيته من السلاح لا من الدعوة والحق.

 

متعلقات