اجتمع المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، ومعه معين شريم المكلّف بملف الموظفين الأمميين المحتجزين، اليوم الخميس في العاصمة العُمانية مسقط، مع قيادات جماعة الحوثي برئاسة محمد عبدالسلام، وفقًا لما أعلنه الأخير.
وقال متحدث الجماعة المدعومة من إيران إن اللقاء "بحث مسار السلام المتمثل بخارطة الطريق المسلّمة للأمم المتحدة والمتفق عليها مع الجانب السعودي برعاية سلطنة عمان"، مضيفًا أنه "تم لفت النظر إلى ضرورة استئناف العمل على تنفيذ ما تضمنته الخارطة، وفي مقدمتها الاستحقاقات الإنسانية، وأنه لا يوجد أي مبرر للاستمرار في المماطلة".
وخارطة الطريق هي التسمية التي أعلنت الأمم المتحدة التوصل إليها بين الأطراف اليمنية، بمساعدة السعودية وعُمان، نهاية عام 2023، وتتضمن إجراءات اقتصادية وإنسانية، بما في ذلك صرف المرتبات واستئناف تصدير النفط.
وتعثّر المضي قدمًا في تنفيذ تلك الخطة إثر تصعيد المليشيا وانخراطها في ما تسميه "مناصرة غزة وفلسطين". ويأتي حديث الجماعة عنها بالتزامن مع تصعيد في الخطاب والتهديدات التي تستهدف السعودية، فيما يعتبره مراقبون استعراضًا من المليشيا مدفوعًا بما تزعم تحقيقه في مناصرة غزة والاشتباك المباشر مع أمريكا وإسرائيل.
وأضاف عبدالسلام في بيانه على منصة "إكس" أن اللقاء، الذي حضره معين شريم، بحث "موضوع العاملين في بعض المنظمات المحتجزين في صنعاء بتهمة التورط في خلايا تجسس".
وأوضح: "أكدنا أنه من حيث المبدأ، لا مصلحة في احتجاز أي شخص يعمل في المنظمات دون مسوّغ، وعرضنا عليهم ما أُفدنا به من معلومات من الجهات الأمنية في صنعاء عن الدور التخريبي الذي قام به المحتجزون، والأجهزة المعنية مستعدة لعرض الأدلة والوثائق التي تثبت تورطهم في أنشطة تجسسية تحت غطاء العمل الإنساني".
وأبدى عبدالسلام احتجاج جماعته "على المنظمات التي يجري استخدامها غطاءً لأنشطة تجسسية لصالح دول معادية، وهي بذلك تضرب الثقة بعملها الإنساني المرخّص لها وفقًا لذلك".
واستدرك: "ورغم ما حصل، أكدنا حرصنا على إيجاد حلول عادلة ومنصفة، واستمرار التنسيق بما يسمح بمواصلة المنظمات عملها الإنساني والإغاثي وفقًا للمهام المنوطة بها، وعدم تكرار ما حدث من تجاوزات تخلّ بأمن البلاد".
وهذا أول لقاء يجمع المبعوث الأممي وشريم، المكلّف بملف المحتجزين لدى الحوثيين، بعد التصعيد الأخير الذي قامت به الجماعة ضد مكاتب المنظمات الأممية في صنعاء، كان آخرها اقتحام مكاتب المبعوث الأممي ومنظمات اليونيسف، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ونهب ومصادرة أصول وممتلكات لتلك المنظمات.
كما يأتي هذا اللقاء في ظل تصعيد مستمر وحملات اختطاف تنفذها المليشيا في عدة محافظات، وطالت موظفين أمميين، يحتجز الحوثيون منهم حتى الآن ما يزيد على 59 موظفًا، من بينهم 30 موظفًا من برنامج الغذاء العالمي، زعمت المليشيا رسميًا أن أحدهم جاسوس لصالح إسرائيل.