غادر محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، اليوم الثلاثاء، مطار سيئون الدولي، متوجهًا إلى السعودية استجابةً لدعوة من المملكة، وذلك في ظل تصاعد الوضع في المحافظة الغنية بالنفط.
وبحسب بيان للسلطة المحلية في المحافظة، غادر بن ماضي على رأس وفد من السلطة المحلية، وذلك لبحث عددٍ من الملفات الأمنية والعسكرية والتنموية والخدمية، وعددٍ آخر من القضايا ذات الاهتمام المشترك مع الأشقاء في المملكة.
وتأتي مغادرة بن ماضي للمحافظة، قبيل ساعات من إقامة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات فعالية يطلق عليها "مليونية"، احتفاءً بذكرى تحرير المكلا من القاعدة في 24 أبريل 2016م، وهي الفعالية التي حذر حلف القبائل من استغلالها لتفجير الوضع في المحافظة، متهمًا المحافظ واللجنة الأمنية وقيادات المنطقة العسكرية الثانية وأمن الساحل بتسهيل دخول نحو 2500 مسلح من محافظات إقليم عدن.
وتشهد حضرموت صراعًا سعوديًا-إماراتيًا بأدوات محلية، بلغ ذروته الأسبوع الماضي، بعد اتهامات متبادلة بين اللجنة الأمنية وحلف القبائل، واتخاذ الأولى إجراءات تتضمن ضبط أي جهة تنشئ تشكيلات موازية لمؤسسات الدولة أو تُجند خارج الأطر الرسمية لوزارتي الدفاع والداخلية، وذلك بعد أسابيع من اعتقال أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية، العميد محمد عمر اليميني، الذي غادر قبل أيام مطار الريان، متوجهًا على متن طائرة سعودية خاصة إلى العاصمة الرياض.
ويأتي هذا التصعيد والتوتر في حضرموت في ظل تحشيد من المجلس الانتقالي الجنوبي نحو المحافظة، بذريعة الاحتفال بالذكرى التاسعة لتحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة، وسط اتهامات له بمحاولة فرض واقع جديد وتعزيز وجوده العسكري في الساحل، في ظل تنامي دعوات الحكم الذاتي ورفض مشاريع التقسيم والانفصال.
وكان الحلف قد أعلن، الأسبوع الماضي، ما أسماه "إعلان لقاء حضرموت التاريخي"، مؤكدًا أن تحقيق الحكم الذاتي هو أدنى استحقاق لأبناء المحافظة، ومشددًا على رفض "العودة تحت هيمنة بقية الأطراف"، وهو ما يرفضه المجلس الانتقالي، الذي أقرّ رئيسه خلال زيارة إلى المكلا في رمضان بأن الصراع في حضرموت يتمحور حول النفط، محذرًا في الوقت ذاته من عودة تنظيم القاعدة.