كشفت موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت مدينة عدن خلال الساعات الماضية عن اختلالات وفساد في بعض مشاريع الطرق، بعدما شهد شارع في منطقة الممدارة بمديرية الشيخ عثمان هبوطاً أرضياً مفاجئاً أدى إلى سقوط شاحنة داخل حفرة كبيرة وسط الطريق.
وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين"، إن الانهيار وقع في مقطع حديث التأهيل نسبياً، مرجّحة أن يكون ناتجاً عن ردم غير مطابق للمواصفات وضعف في تصريف مياه الأمطار، ما يعد دليلاً إضافياً على سوء التنفيذ وغياب الرقابة الفنية.
وحمل مواطنون الجهات المنفذة والمشرفة على المشروع مسؤولية الحادث، مطالبين بفتح تحقيق شفاف في أسبابه، والكشف عن تفاصيل العقود وقيمها، ومحاسبة المتورطين في أي تلاعب بالمواصفات.
وأشاروا إلى أن تكرار مثل هذه الأضرار مع كل موسم أمطار يكشف الفساد المصاحب لتنفيذ المشاريع والهدر المتواصل للمال العام، ويضاعف المخاطر على حياة السكان وممتلكاتهم.
ويعيد هذا الحادث ملف البنية التحتية في عدن إلى الواجهة، وسط مطالبات بتقييم شامل لمشاريع الطرق وتشديد إجراءات الاستلام النهائي والرقابة على التنفيذ، بما يضمن صمودها أمام الظروف المناخية ويحفظ المال العام.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى، إذ شهدت عدن في مواسم سابقة حوادث مشابهة لانهيارات وهبوطات أرضية في طرق حديثة، ما يبرز الحاجة إلى إصلاحات جذرية تضمن تنفيذ مشاريع متينة وآمنة تخدم المواطنين لسنوات طويلة.
