الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
الحوثيون يحولون ذكرى المولد النبوي إلى موسم جباية ونهب باسم الدين
الخميس 28 أغسطس 2025 الساعة 13:14
يمن سكاي - خاص

 

لم تعد ذكرى المولد النبوي الشريف، المناسبة التي يتخذها المسلمون في مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بسيرة الرسول الأعظم ، تعكس في مناطق سيطرة جماعة الحوثي أجواءً روحانية ودينية كما ينبغي. فقد تحولت في السنوات الأخيرة إلى موسم سنوي للجبايات والنهب المنظم، حيث تُفرض الإتاوات على التجار والمواطنين بالقوة، وتُنفق الأموال الطائلة على مظاهر شكلية لا تمتّ لرسالة الإسلام بصلة.

 

الجباية باسم النبي

تؤكد مصادر محلية في صنعاء أن المليشيا فرضت هذا العام مبالغ مالية كبيرة على التجار وأصحاب المحلات، تحت ذريعة دعم فعاليات المولد. كما لم يسلم المواطنون البسطاء من الاستقطاعات المالية أو جمع التبرعات القسرية. ويرى ناشطون أن هذه السياسات حولت المناسبة الدينية إلى أداة للابتزاز الاقتصادي والهيمنة المالية.

 

تناقض صارخ مع الواقع المعيشي

في الوقت الذي تُضاء فيه الشوارع بالأنوار واللافتات العملاقة وتُنفق الملايين على الفعاليات، تعاني المستشفيات من انعدام الأدوية، والمدارس من غياب المناهج والمقاعد، فيما يعيش ملايين اليمنيين ظروفاً معيشية صعبة نتيجة استمرار الحرب والانهيار الاقتصادي. هذا التناقض جعل من المولد النبوي عند الحوثيين رمزاً للفساد والجباية لا للرحمة والاقتداء بالسيرة النبوية.

 

إساءة لرسالة الإسلام

يرى باحثون أن استغلال اسم الرسول الكريم لنهب أموال الناس يعد إساءة مباشرة لمقامه الشريف ولرسالته القائمة على الرحمة والعدل والإنصاف. ويعتبرون أن هذه الممارسات تسعى إلى تشويه صورة الدين الإسلامي عبر ربطه بالإتاوات والابتزاز والهيمنة، بينما جوهر الرسالة المحمدية يقوم على التخفيف عن الناس لا إثقال كواهلهم.

 

شهادات وتحذيرات

يقول ناشطون إن "الاحتفال الحقيقي برسول الله يكون بالاقتداء بأخلاقه ومكارمه، لا بتحويل ذكرى مولده إلى وسيلة لنهب الأموال". فيما حذر مراقبون من أن استمرار هذه السياسة سيفاقم من نقمة الناس على المليشيا، ويزيد من اتساع الهوة بينها وبين المجتمع الذي بات يدرك أن الدين عند الحوثيين مجرد أداة للسيطرة.

 

 

المولد النبوي في مناطق سيطرة الحوثي لم يعد مناسبة دينية خالصة، بل موسم جباية سنوي، تُستغل فيه قدسية الرسول الأعظم لتبرير الظلم ومراكمة الثروات. وهو ما يعد، برأي الكثيرين، إساءة بالغة للإسلام ولصاحب الخلق العظيم الذي جاء رحمة للعالمين، وليس ستاراً للنهب والإفقار.

متعلقات