تواصل مليشيا الحوثي في اليمن استغلال هذه المناسبة لتحويلها من احتفال ديني جامع إلى منصة للتعبئة الطائفية وجباية الأموال وفرض السيطرة على المجتمع.
جبايات وإتاوات تحت شعار "الاحتفال"
منذ أسابيع، تفرض المليشيا حملات إلزامية لجمع التبرعات من التجار والمواطنين في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها، تحت مسمى دعم فعاليات المولد النبوي. ويؤكد سكان محليون أن هذه الجبايات تتم بالقوة، وتشمل فرض مبالغ مالية على المحال التجارية والمدارس الأهلية وحتى طلاب الجامعات، في وقت يعاني فيه اليمنيون من أزمة معيشية خانقة.
استغلال المدارس والأطفال
لم تسلم المؤسسات التعليمية من هذا الاستغلال؛ إذ تُجبر المدارس على تنظيم فعاليات إلزامية تحمل شعارات طائفية، فيما يُلزم الطلاب والطالبات بحضور محاضرات ودروس تُمجّد أفكار الجماعة، على حساب العملية التعليمية. ويرى مراقبون أن المليشيا تحوّل الأطفال إلى أدوات دعائية، في إطار مشروعها لفرض هوية مذهبية دخيلة على المجتمع اليمني.
تعبئة عسكرية تحت غطاء ديني
إلى جانب البعد المالي والدعائي، تستغل المليشيا المناسبة لتكثيف حملات التجنيد، خصوصًا في أوساط صغار السن، عبر الخطب والأنشطة التي تقدم القتال في صفوفها باعتباره "نصرة للرسول". تقارير محلية تحدثت عن إرسال العشرات من المجندين الجدد إلى جبهات القتال بعد انتهاء الفعاليات الأخيرة.
انتهاك للقيم الدينية
ويرى علماء ومفكرون أن ممارسات الحوثيين تمثل تشويهًا لمعاني المولد النبوي، الذي يفترض أن يكون مناسبة لتعزيز قيم التسامح والمحبة، لا منصة للابتزاز والتجنيد والتعبئة الطائفية. ويؤكدون أن هذه الممارسات تهدف فقط إلى تكريس سلطة المليشيا وتضييق الخناق على اليمنيين.
دعوات لموقف دولي
في المقابل، تطالب منظمات حقوقية الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي بالتصدي لهذه الانتهاكات، ووقف استغلال الحوثيين للمناسبات الدينية في انتهاك حقوق اليمنيين الاقتصادية والاجتماعية والدينية.