أعلنت دول عربية، بينها اليمن والسعودية والإمارات، رفضها القاطع للعدوان "الإجرامي السافر" الذي شنه طيران الاحتلال الإسرائيلي ضد دولة قطر، مؤكدة وقوفها إلى جانب الدوحة وما تتخذه من إجراءات.
جاء ذلك في سلسلة بيانات متتابعة صادرة عن وزارات الخارجية في اليمن والسعودية والكويت وسلطنة عمان والأردن والعراق ومصر وسوريا والمغرب وفلسطين والصومال ولبنان، إضافة إلى أخبار اتصالات ملوك وحكام بالأمير تميم بن حمد.
وفي وقت سابق الثلاثاء، استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي مساكن لقيادات في وفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المتواجد في العاصمة الدوحة، لمناقشة مقترحات الرئيس ترامب المطوّرة لوقف حرب الإبادة المستمرة بحق سكان غزة وفلسطين.
وأعلن جيش الاحتلال مسؤوليته الرسمية عن الهجوم، الذي قال إنه نُفذ بواسطة سلاح الجو بالتعاون مع جهاز "الشاباك" واستهدف "قيادة حركة حماس" في الدوحة.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس، سهيل الهندي، في تصريحات لقناة "الجزيرة"، إن الهجوم أسفر عن مقتل جهاد لبد، مدير مكتب رئيس الحركة في غزة خليل الحية، ونجله همام الحية، إلى جانب عدد من المرافقين، لم يحدد عددهم.
وأوضح أن "القصف وقع خلال اجتماع للفريق المفاوض لبحث المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة"، مبينًا أن "قيادة الحركة نجت من محاولة الاغتيال الجبانة، وعلى رأسها خليل الحية وزاهر جبارين".
اليمن والسعودية تدينان
وقوبل الهجوم برد واسع عربيًا ودوليًا، إذ أدانته الدول العربية بشكل منفصل، كما أدانته الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وفي بيانها قالت الخارجية اليمنية: "ندين بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي على الدوحة"، مؤكدة أن "هذا العدوان يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر، كما يقوّض الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب على الشعب الفلسطيني".
ودعت اليمن "المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته إزاء هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها".
وأدانت السعودية في بيان لوزارة الخارجية بـ"أشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي الغاشم والانتهاك السافر لسيادة قطر"، مؤكدة "تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب قطر، ووضع كافة إمكاناتها لمساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات".
وطالبت المملكة "المجتمع الدولي بإدانة هذا الاعتداء الآثم ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية التي تقوّض أمن واستقرار المنطقة".
وأجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالًا هاتفيًا بأمير قطر تميم بن حمد، مؤكدًا "وقوف المملكة التام مع دولة قطر وإدانتها للهجوم الإسرائيلي السافر"، وفقًا لوكالة "واس" الرسمية.
ووصف ولي العهد الهجوم بأنه "عمل إجرامي، وانتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية"، مشددًا على أن "المملكة تضع كافة إمكاناتها لمساندة الأشقاء في قطر وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها".
الإمارات
وأدان وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، عبر بيان للخارجية، بـ"أشد العبارات، الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف قطر".
وأعرب عن "تضامن الإمارات الكامل مع قطر، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها"، داعيًا "المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، لردع إسرائيل ووقف هذه الاعتداءات الهمجية".
وحذّر الوزير الإماراتي، الذي تربط بلاده علاقات دبلوماسية بإسرائيل، من أن "التمادي في مثل هذه الهجمات المتهورة، في ظل غياب موقف دولي رادع وحاسم، ستكون له تداعيات بالغة الخطورة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ويكرّس واقعًا لا يمكن السكوت عنه أو قبوله".
من جانبه، قال المستشار الرئاسي للرئيس الإماراتي، الدكتور أنور قرقاش، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس" أعادت تغريدها الخارجية الإماراتية: "إن أمن دول الخليج العربي لا يتجزأ، ونقف قلبًا وقالبًا مع قطر، مدينين الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدفها"، مضيفًا: "نؤكد تضامننا الكامل معها في مواجهة هذا الاعتداء".
الكويت
وأعربت الخارجية الكويتية في بيان عن "إدانة واستنكار الكويت الشديدين للعدوان الغاشم الذي تعرضت له قطر من قِبَل القوات الإسرائيلية الجائرة".
ودعت الكويت إلى "ضرورة تحمّل مجلس الأمن لمسؤولياته بصون الأمن والسلم الدوليين، واتخاذ خطوات جادة وفعالة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الممنهج على دول المنطقة".
وشددت على "دعم الكويت التام لما تتخذه الشقيقة من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها، وصون سلامة المواطنين والمقيمين على أرضها".
سلطنة عمان
وفي بيان للخارجية، قالت سلطنة عمان إنها "تعرب عن تضامنها مع قطر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، وإدانتها واستنكارها البالغين للهجوم الغاشم الذي شنّته إسرائيل على الأراضي القطرية".
وأردفت: "تؤيد سلطنة عُمان كل ما تتخذه دولة قطر من إجراءات في مواجهة هذا العدوان المستفز"، داعية "المجتمع الدولي إلى ردع إسرائيل وكبح انتهاكاتها لقواعد الأمن والسلم في المنطقة".
مصر
وأعربت الرئاسة المصرية في بيان لها عن "إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للعمل العدواني الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على قطر".
وأوضحت أن الهجوم "استهدف اجتماعًا لقيادات فلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة لبحث سبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي ومبادئ احترام سيادة الدول وحرمة أراضيها".
وأكدت مصر، التي تقود الوساطة مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بغزة، أن هذا "الاعتداء يمثل سابقة خطيرة وتطورًا مرفوضًا، ويعد اعتداءً مباشرًا على سيادة قطر، التي تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة من أجل وقف إطلاق النار".
وشددت على أن "هذا التصعيد يقوّض المساعي الدولية الرامية إلى التهدئة، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها"، داعية المجتمع الدولي إلى "العمل الفوري على وقف العدوان الإسرائيلي، ومحاسبة المسؤولين عنه، حتى لا يُضاف إلى الإفلات المعتاد لإسرائيل من المحاسبة".
الأردن
وأدان الأردن في بيان للخارجية بـ"أشدّ العبارات القصف الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واعتداءً سافرًا على سيادة قطر وأمنها".
وطالبت الخارجية الأردنية "المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف تصعيدها الخطير في المنطقة واعتداءاتها المتواصلة على دول عربية".
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، من جانبه، في اتصال هاتفي مع الأمير تميم، أن "أمن قطر من أمن الأردن"، مشددًا على "موقف الأردن الرافض لأي عمل يمس أمن واستقرار وسيادة قطر"، وفق ما نقله الديوان الملكي.
الجزائر
أدانت الجزائر "بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف الدوحة"، وأعربت عن "تضامنها التام والمطلق مع قطر في وجه هذا الظرف الاستثنائي".
ودعت الجزائر، التي تشغل عضوية مجلس الأمن حاليًا، "المجموعة الدولية إلى إدراك الحتمية الملحة لتحمل مسؤولياتها كاملة في ردع المحتل الإسرائيلي، ووضع حد لجرائمه في حق الفلسطينيين، وكبح جماح تصعيده الذي يجرّ المنطقة نحو دوامة لا متناهية من اللا أمن واللا استقرار".
العراق
أعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان "إدانة اعتداء الكيان الإسرائيلي باستهداف قادة حركة حماس في الدوحة"، وعدّته "عملًا جبانًا يمثّل انتهاكًا صارخًا لسيادة وأراضي دولة قطر الشقيقة، ويُشكّل تهديدًا لأمنها واستقرارها".
وشددت الوزارة على "ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في وضع حد لهذه الممارسات العدوانية".
سوريا
أعربت دمشق في بيان للخارجية عن "إدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة"، مؤكدة أن "الاعتداء يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولسيادة قطر، وتصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".
واعتبرت سوريا أن "هذا العدوان يعكس استخفاف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر بالقوانين والأعراف الدولية".
وأكدت "تضامنها الكامل مع قطر قيادةً وحكومةً وشعبًا"، مشددة على "ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا واضحًا وصارمًا تجاه هذه الممارسات العدوانية، والعمل على محاسبة مرتكبيها ومنع تكرارها".
المغرب
أعربت الخارجية المغربية بدورها في بيان عن "إدانتها القوية للاعتداء الإسرائيلي واستنكارها الشديد لانتهاك سيادة قطر"، مؤكدة "تضامنها التام مع قطر إزاء كل ما من شأنه أن يمس أمنها وسلامة أراضيها".
فلسطين
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الرئيس محمود عباس قوله: إن "الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر يشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وتصعيدًا يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي".
لبنان
قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، في بيان، إنه "يدين الاعتداء الإسرائيلي على قطر الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، يتولون إدارة المفاوضات لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وأضاف أن "هذا الاعتداء الغاشم الذي انتهك سيادة دولة عربية شقيقة يندرج ضمن سلسلة اعتداءات ترتكبها إسرائيل، وتُظهر إصرارها على ضرب كل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
ودعا عون "المجتمع الدولي إلى وضع حد لهذه الممارسات الإسرائيلية التي تُعرقل كل جهد مشكور بذلته دولة قطر لإحلال السلام في المنطقة ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني".
السودان
أعلنت الحكومة السودانية في بيان نقلته الخارجية أنها "تدين بأشد العبارات الهجوم الذي نفذته سلطة الاحتلال الإسرائيلية على قطر الشقيقة، واستهدافها مقارًا سكنية في الدوحة في انتهاك واضح للقوانين والأعراف الدولية".
وأكدت أن "هذا الاعتداء ينسف الجهود الجارية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، معربة عن "تضامنها التام مع حكومة وشعب قطر، وداعية لأهلها بالسلم والأمن والطمأنينة".
وأعربت عن "تطلعها إلى أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه إدانة مثل هذه الاعتداءات الغاشمة واتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقفها".
الصومال
أدانت الخارجية الصومالية في بيان بـ"شدة الأعمال العسكرية التي نفذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد مقرات سكنية بالعاصمة القطرية الدوحة"، واعتبرتها "انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية لدولة قطر واستهدافًا متعمدًا للمدنيين الأبرياء".
ودعت الخارجية الصومالية "مجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياته واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين".
البحرين
وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن إدانة مملكة البحرين للهجوم الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، باعتباره انتهاكًا للسيادة الوطنية القطرية ولمبادئ القانون الدولي.
وأضافت في بيان لها: "تعرب مملكة البحرين عن تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة، في كل ما تتخذه من خطوات لحماية أمنها وسيادتها وسلامة المواطنين والمقيمين على أرضها"، داعية إلى "التهدئة ووقف التصعيد حفاظًا على السلم والأمن الإقليميين".
تحركات سعودية
وأجرى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اتصالات هاتفية مع وزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء في دولة قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أكد فيها وقوف المملكة إلى جانب قطر، وتسخير كل إمكاناتها لمساندة الدوحة وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها.
كما أجرى بن فرحان اتصالًا هاتفيًا بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بحث فيه – وفق وكالة "واس" السعودية – "الهجوم الإسرائيلي السافر على دولة قطر الشقيقة، والذي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار"، وهو أمر مرفوض ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.
وأكد الوزير السعودي، في اتصاله مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالمعاطي، "ضرورة أن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف التصرفات الإسرائيلية التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفي وقت سابق، قالت الخارجية القطرية إن "هذا الاعتداء الإجرامي والهجوم الجبان يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية"، مؤكدة أن "الدوحة لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها".
وأشارت في بيان لها إلى أن "التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها".
