تتواصل الاحتجاجات الشعبية في مدينة تعز لليوم السادس على التوالي، حيث يطالب المحتجون بسرعة القبض على كل المتورطين في جريمة مقتل افتهان المشهري، مع تصاعد انتشار أمراض وبائية جراء تكدس النفايات في شوارع وأحياء المدينة.
وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" إن عشرات المتظاهرين أغلقوا، مساء اليوم الثلاثاء، مبنى المحافظة بعد تجمعهم أمام بوابته الرئيسية، ورددوا هتافات تطالب برحيل السلطة المحلية، بالتزامن مع تواجد المحافظ وقيادات المحافظة كانوا يعقدون اجتماعاً داخل المبنى.
وبحسب المصادر، فإن المحتجين نصبوا خيام اعتصام أمام مبنى المحافظة منذ أيام، فيما يتزايد عدد المعتصمين بشكل يومي، وإصرار على تحقيق مطالبهم التي تتركز على ملاحقة الجناة وإحالتهم للعدالة، ومحاسبة المتواطئين في القضية.
وتزامنت هذه الاحتجاجات مع تدهور كبير في الوضع البيئي بمدينة تعز، إذ تتكدس أكوام القمامة في معظم الشوارع والأحياء والأسواق منذ أسابيع، ما أدى إلى انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والكلاب الضالة، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية وبيئية واسعة.
وفي هذا السياق، قال المسؤول الإعلامي لمكتب الصحة العامة في تعز، تيسير السامعي، إن المكتب رصد خلال 48 ساعة الماضية 86 حالة إصابة بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا في مديريات المدينة الثلاث.
وأوضح السامعي لـ "المصدر أونلاين" في تصريح أخر ظهر اليوم، إن تزايد الإصابات جاء نتيجة مباشرة لتراكم القمامة في الشوارع والأسواق والأحياء السكنية"،
وأشار إلى أن أعداد الإصابات ارتفعت بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين مقارنة بالفترات السابقة التي كانت الأعداد فيها أقل بكثير.
وحذر السامعي من خطورة استمرار الوضع القائم، مؤكداً أن عدد الحالات قد يرتفع بشكل كبير خلال الساعات والأيام القادمة إذا لم ترفع المخلفات وتتخذ إجراءات عاجلة للسيطرة على الوضع الصحي
ويخشى سكان المدينة من تفاقم الأزمة وعدم تدخل السلطة المحلية لمعالجة الأمر بشكل عاجل، وسط اتهامات متزايدة للمسؤولين بالتقاعس عن القيام بواجباتهم في الجانبين الأمني والخدمي.
وكانت شرطة تعز قد أعلنت في وقت سابق تمكنها من إلقاء القبض على ثمانية من المتهمين في القضية، مؤكدة استمرار ملاحقة بقية المتورطين بما فيهم المنفذ الرئيسي للجريمة.