الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
آل الأحمر وحاشد.. قوافل شهداء سطّرت ملحمة الدفاع عن سبتمبر
الخميس 25 سبتمبر 2025 الساعة 13:09
يمن سكاي - خاص

 

 

في صفحات مذكراته التي أرّخت لمسيرة طويلة من النضال السياسي والقبلي في اليمن، توقف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب اليمني الأسبق وزعيم قبيلة حاشد، عند محطة بالغة الأهمية تتمثل في التضحيات الجسيمة التي قدمتها أسرته "آل الأحمر" وقبيلته، دفاعًا عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والجمهورية الوليدة، في مواجهة المشروع الإمامي الكهنوتي.

 

 

استهداف مبكر لأسرة الأحمر

يسرد الشيخ الأحمر في مذكراته تفاصيل الاستهداف المبكر لوالده الشيخ حسين بن ناصر الأحمر، أحد أبرز زعماء اليمن المعارضين للإمامة، والذي دفع حياته ثمنًا لمواقفه الرافضة لحكم السلالة الإمامية. ويشير إلى أن اغتيال والده لم يكن إلا بداية لسلسلة طويلة من التضحيات التي تحملتها الأسرة، في سبيل الانتصار لقيم الحرية والعدالة.

 

 

قوافل من الشهداء

لم يتوقف الاستهداف عند والده، بل امتد ليطال عددًا من إخوته وأبناء عمومته، الذين قضوا في معارك متفرقة دفاعًا عن الثورة والجمهورية. ويصف الشيخ عبدالله تلك التضحيات بأنها لم تكن مجرد أحداث عابرة في تاريخ الأسرة، بل شكلت أعمدة راسخة في مسيرة التحرر الوطني، ودفعت قبيلة حاشد لمزيد من الاصطفاف خلف مشروع الجمهورية.

 

 

حاشد.. القبيلة الصامدة

ويبرز في المذكرات الدور الكبير لقبيلة حاشد، التي اعتبرها الشيخ عبدالله السند الحقيقي للثورة والجمهورية. فقد انخرط أبناؤها في القتال منذ اللحظات الأولى، وقدموا أعدادًا كبيرة من الشهداء، ما جعلها في طليعة القبائل اليمنية التي حملت عبء المواجهة في أكثر من جبهة. ويؤكد الأحمر أن هذا الدور عزز مكانة حاشد في الوجدان الوطني، بوصفها قبيلة ارتبط اسمها بالصمود والتضحية في أحلك المنعطفات.

 

بين الخاص والعام

ورغم الطابع الشخصي لما تحمله هذه الشهادات من آلام الفقد والخسارة، إلا أن الشيخ الأحمر حرص على أن يربط بين الخاص والعام، مبينًا أن دماء أسرته وأبناء قبيلته لم تذهب سدى، بل كانت وقودًا لمسيرة تغيير أوسع، أسست لدولة حديثة أعادت لليمنيين كرامتهم وحرّرتهم من قيود الاستبداد.

 

رمزية التضحيات

ويرى مراقبون أن استحضار الشيخ عبدالله الأحمر لهذه الصفحات من مذكراته، لم يكن مجرد توثيق لسيرة ذاتية، بل هو إبراز لرمزية التضحيات التي صنعتها أسرته وقبيلته، باعتبارها جزءًا من ملحمة وطنية كبرى جسدت وحدة اليمنيين ضد الاستبداد، ورسخت قيم الثورة والجمهورية في ضمير الأجيال المتعاقبة.

 

خلاصة

وبين دفتي المذكرات، يظهر بوضوح أن آل الأحمر وحاشد لم يكونوا مجرد طرف قبلي في معادلة الصراع، بل قوة وطنية ضحت بالغالي والنفيس لتثبيت دعائم الحرية والكرامة، في رحلة ما زال اليمنيون يستلهمون منها دروس التضحية والإصرار على المضي في طريق بناء الدولة واستعادة روح الجمهورية.

 

متعلقات