الرئيسية من نحن النسخة الكاملة
تصعيد حوثي على جبهات القتال.. إحياء الحرب الداخلية لتجنب فراغ ما بعد التهدئة الإقليمية
الثلاثاء 28 يناير 2025 الساعة 13:07

كثفت ميليشيا الحوثي من تحركاتها العسكرية على جبهات القتال الرئيسية في اليمن، لا سيما في محافظات مأرب والضالع وتعز، بالتزامن مع تراجع حدة التصعيد الإقليمي عقب اتفاق وقف الحرب في غزة، في مسعى حوثي لاستثمار الهدوء الإقليمي لتعزيز عملياتها ضد القوات الحكومية داخل البلاد.

 

وأفادت مصادر عسكرية "المصدر أونلاين" بأن الحوثيين استحدثوا مواقع جديدة ودفعوا بتعزيزات كبيرة تشمل آليات عسكرية ومئات المقاتلين إلى جبهات مأرب، خاصة في مناطق صرواح والجوبة والكسارة.

 

وقالت المصادر إن الميليشيا شنت هجمات متكررة على مواقع الجيش في جبهة الكسارة والجبهات الجنوبية الغربية من المحافظة، وسط تصاعد الهجمات بالطيران المسيرة والأسلحة المختلفة.

 

وفي تعز، واصلت الميليشيا استقدام تعزيزات عسكرية وشن هجمات متفرقة على مواقع الجيش، ويوم أمس الأحد، أعلن الجيش إفشال عدة محاولات تسلل حوثية في جبهتي الكدحة وعصيفرة، إلى جانب تصديه لهجمات أخرى في جبهات الريف الغربي ومقبنة، وفقا لما نشره موقع "سبتمبر نت" الحكومي.

وفي الضالع، شهدت جبهات القتال المختلفة هجمات حوثية متفرقة خلال الأيام الماضية، على مواقع القوات المشتركة المرابطة هناك، وفقا للمصادر العسكرية ذاتها.

 

ويوم السبت، تعرضت القوات الحكومية في مأرب لهجوم بطائرة مسيرة حوثية، أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين، فيما قالت القوات الحكومية إنها ردت باستهداف معدات وأسلحة ثقيلة تابعة للميليشيا، ومنعت استحداث تحصينات جديدة في مناطق القتال.

 

في غضون ذلك، صعّدت الميليشيا من تحركاتها القبلية بتنظيم استعراض كبير في أطراف مأرب الغربية، تحت مسمى وقفة قبلية لقبائل خولان، شارك فيه العشرات من مسلحيها لاسيما من المديريات الغربية لمارب.

 

واليوم الإثنين، ردت قبائل مأرب، خاصة قبائل مراد وبني عبد، بتنظيم لقاء موسع في مدينة مأرب، استهجنت فيه استعراضات الحوثيين لمجاميع من أبناء مديريات المحافظة، الذين "تحركهم بهدف الإيقاع بين أبناء تلك المديريات بشكل خاص وأبناء مأرب بشكل عام".

 

وأكد المشاركون دعمهم الكامل للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مشددين على أهمية استعادة مديرياتهم المختطفة وكل الأرض اليمنية، مؤكدين على الجاهزية للمعركة الوطنية الحاسمة، ضد ميليشيا الحوثي.

 

وأشار القبائل إلى أن المجاميع التي استعرض بها الحوثيون "مجبرون على ما قاموا به"، وقالوا: "لن ننجر إلى مواجهه بعضنا"، مؤكدين على "حق العودة إلى بيوتنا وديارنا، وتحرير مديرياتنا، ولن يكونوا عائقاً تجاه ذلك الأمر لإدراكهم بأحقيتنا له".

 

وقال البيان إن تلك الوقفات الاستعراضية الحوثية لن تصمد أمام جحافل الحق المتطلعة إلى نصر قريب، محملة زعيم الجماعة "الإرهابي عبد الملك الحوثي" وميليشياته المسؤولية الكاملة لما يحدث في كافة مديريات محافظة مأرب، بشكل خاص واليمن بشكل عام.

 

وطالبت "قبائل مراد وبني عبد " في بيانها "مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية بسرعة توحيد القرار العسكري ودمج كافة التشكيلات العسكرية تحت وزارتي الدفاع والداخلية وتفعيل غرف عمليات عسكرية مشتركة".

 

وتسري في مختلف جبهات القتال بالبلاد تهدئة منذ فبراير من العام 2022، حين اتفق برعاية أممية على هدنة استمرت لستة أشهر، قبل أن تسري هدنة غير معلنة ما زالت مستمرة حتى الآن، وفيما تؤكد القوات الحكومية التزامها بوقف إطلاق النار تقول إن اعتداءات ميليشيا الحوثي مستمرة في عدد من جبهات القتال، لاسيما في محافظتي تعز ومارب.

 

ويرى مراقبون أن تصعيد الحوثيين يأتي لتجنب حالة الفراغ و"البطالة الجهادية" لعناصرهم، والتي تخشى الميليشيا من حلولها مع تراجع العمليات البحرية والهجمات التي نفذتها خلال تصعيد الصراع الإقليمي.

متعلقات