تواصل المملكة العربية السعودية، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والبرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن، جهودها الإنسانية الدؤوبة لدعم الشعب اليمني، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، حيث تكرّس المملكة جهودها لتخفيف معاناة الأسر المتضررة من الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي تشهدها البلاد منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة.
وفي هذا السياق، يأتي مشروع توزيع التمور لعام 2025 كواحد من أبرز المشاريع الرمضانية التي تنفذها السعودية لدعم اليمنيين في مختلف المحافظات.
مشروع التمور 2025.. استمرار العطاء في شهر الخير
يعد مشروع توزيع التمور من المبادرات السنوية التي تتبناها المملكة لدعم الأمن الغذائي في اليمن، حيث أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة هذا العام حملة واسعة لتوزيع آلاف الأطنان من التمور في مختلف المحافظات اليمنية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة، وضمان توفير هذه المادة الغذائية الأساسية خلال الشهر الفضيل.
وشملت عمليات التوزيع محافظات مأرب، تعز، لحج، أبين، شبوة، المهرة، حضرموت، سقطرى، وعددًا من المناطق الأخرى، حيث تم إيصال التمور إلى العائلات الأكثر احتياجًا، فضلًا عن توزيعها على النازحين في المخيمات والمناطق المتأثرة بالنزاع.
ويسهم المشروع في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وشح الموارد لدى العديد من الأسر.
وخلال اليومين الماضيين دشّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الأول, مشروع توزيع التمور في محافظة مارب للعام 2025م.
وسيجري خلال المرحلة الأولى من المشروع توزيع 6.250 كرتون تمر للأسر الأشد احتياجًا والنازحين في مأرب من أصل 625.000 كرتون تمر سيتم توزيعها في 12 محافظة يمنية.
وأشاد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح, بالدور الإنساني الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة في تنفيذ مشاريع تنموية وإغاثية متنوعة تسهم في مساعدة المحتاجين والنازحين خلال شهر رمضان في مختلف المحافظات اليمنية.
كما تم توزيع ايضا التمور في المحافظات المحررة الأخرى.
ويأتي ذلك ضمن المشاريع الإغاثية والإنسانية المقدمة من المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لمساعدة الفئات الأكثر احتياجًا في مختلف دول العالم.
مساعدات متعددة.. دعم لا ينقطع
لم تقتصر المساعدات السعودية خلال شهر رمضان على توزيع التمور فقط، بل تضمنت أيضًا تنفيذ مشاريع أخرى تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش في اليمن، حيث أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة عددًا من المبادرات، أبرزها:
- توزيع السلال الغذائية الرمضانية: تم توزيع آلاف السلال الغذائية في مختلف المحافظات اليمنية، لضمان حصول العائلات على احتياجاتها الأساسية من المواد التموينية خلال الشهر الكريم.
- المساعدات الصحية: واصلت المملكة دعمها للقطاع الصحي عبر تمويل مراكز الرعاية الصحية، وتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات اليمنية، إضافة إلى دعم المستشفيات السعودية التي تستقبل الجرحى والمرضى اليمنيين للعلاج.
البرنامج السعودي عطاء لا يتوقف
إلى جانب المساعدات الإغاثية العاجلة، يواصل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن تنفيذ مشاريعه التنموية التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين جودة الحياة في مختلف المحافظات اليمنية. ويشمل البرنامج مشاريع حيوية في قطاعات الصحة، التعليم، الطاقة، المياه، النقل، والزراعة، بما يسهم في دعم الاستقرار والتنمية المستدامة في البلاد.
وخلال شهر رمضان، تكثّف المملكة جهودها لضمان استمرار العمل في هذه المشاريع، بالتوازي مع تقديم المساعدات الإنسانية للفئات الأكثر احتياجًا.
ولم يقتصر الدعم السعودي لليمن على المساعدات الطارئة، بل حرصت المملكة على تقديم حلول مستدامة تعزز من قدرات اليمنيين على مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية. ومن خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، تم تنفيذ مشاريع حيوية مثل إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات، دعم قطاع الكهرباء والطاقة، تطوير شبكات المياه، وتمكين المزارعين من تحسين إنتاجهم.
هذا النهج المتكامل يعكس التزام السعودية الراسخ بمساندة اليمن ليس فقط في الأزمات، ولكن أيضًا في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
اليد البيضاء للسعودية.. دعم مستمر لليمن
منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة اليمنية وتفاقم الأوضاع الإنسانية، لم تتوقف المملكة العربية السعودية يومًا عن دعم اليمنيين، حيث كانت في مقدمة الدول التي هبّت لنجدة الشعب اليمني عبر مساعدات غذائية، طبية، وإغاثية شملت مختلف المحافظات.
ويواصل مركز الملك سلمان للإغاثة تنفيذ عشرات المشاريع في اليمن، بدءًا من حملات الإغاثة العاجلة، مرورًا بالمشاريع التنموية والبنية التحتية، وصولًا إلى دعم التعليم، والصحة، وتحسين سبل العيش.
رسالة المملكة.. اليمن في القلب
تؤكد السعودية، من خلال هذه المشاريع الإنسانية، التزامها الدائم بدعم الأشقاء في اليمن، وحرصها على تخفيف معاناتهم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي فرضها النزاع المستمر. وتبقى أيادي المملكة البيضاء ممتدة بالخير، في رمضان وفي كل الأيام، لتثبت أن اليمن ليس وحيدًا في مواجهة الأزمات، بل يجد دائمًا في السعودية شقيقًا داعمًا يقف إلى جانبه في أحلك الظروف.