أعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الخميس، قصف مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، ردا على مجازر إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة.
وقالت القسام، في بيان على منصة تلغرام: "قصفنا مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها بغارات جوية عنيفة وعلى نطاق واسع استهدفت مدنيين، ما أسفر عن "710 شهداء وأكثر من 900 جريح"، حسب متحدث وزارة الصحة بغزة خليل الدقران للأناضول صباح الخميس.
ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب وسط إسرائيل ومدن وبلدات محيطة بعد ظهر الخميس، حسب مراسل الأناضول.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: "تم تفعيل الإنذارات في عدة مناطق بوسط البلاد، إثر عمليات إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة".
وأضاف لاحقا: "في أعقاب الإنذارات في منطقة غوش دان (تل أبيب الكبرى)، تم رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية اخترقت أراضي البلاد من جنوب قطاع غزة".
وادعى أن "سلاح الجو نجح في اعتراض قذيفة، بينما سقطت القذيفتان الأخريان في مناطق مفتوحة".
وأفادت القناة "12" العبرية الخاصة بأن "إطلاق صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى أدى إلى وقف إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون".
وتابعت: "بعد وقت قصير عادت حركة الطائرات إلى طبيعتها".
وجاء إطلاق القذائف الصاروخية بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي، الخميس، بدء عدوان بري على محور الساحل في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وزعم الجيش، عبر بيان، أنه "قبل بدء العملية هاجم الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) بنى تحتية معادية ونقاط إطلاق قذائف مضادة للدروع تابعة لحماس في بيت لاهيا".
وفي وقت سابق الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي حظر تنقل الفلسطينيين عبر طريق صلاح الدين بين شمال قطاع غزة وجنوبه وبالعكس.
وأضاف أن "التحرك من شمال القطاع إلى جنوبه يسمح فقط عبر طريق الرشيد (البحر)".
وجاء ذلك الحظر غداة إعادة الجيش الإسرائيلي انتشاره الأربعاء على محور نتساريم الفاصل بين شمال قطاع غزة وباقي أجزائه.
وكانت إعادة فتح محور نتساريم والسماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة عبره من جنوب قطاع غزة إلى شماله بندا أساسيا في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.
وأراد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين بغزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت "حماس" ببدء المرحلة الثانية.
وبينما تربط إسرائيل استئناف الإبادة برغبتها في إعادة الأسرى من غزة وإزالة ما تعتبره تهديدا من القطاع، عزا محللون إسرائيليون هذا التطور إلى رغبة نتنياهو في تمرير الميزانية للحيلولة دون سقوط حكومته تلقائيا نهاية مارس/ آذار الجاري.
وباستئنافه الإبادة تمكن نتنياهو بالفعل، الأربعاء، من إعادة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إلى الائتلاف الحكومي، ليضمن دعم نواب حزبه "القوة اليهودية" اليميني المتطرف لمشروع الميزانية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت إجمالا أكثر من 162 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.