يعد مشروع "مسام" التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من أبرز المبادرات الإنسانية التي تسعى إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني من خطر الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في العديد من المناطق اليمنية.
ويأتي هذا التقرير تزامنًا مع اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام، الذي يهدف إلى زيادة الوعي حول هذه المخاطر وآثارها المدمرة على حياة المدنيين، خصوصًا في مناطق النزاع.
دور مشروع "مسام" في إزالة الألغام
منذ انطلاقه في عام 2018، استمر مشروع "مسام" في تنفيذ عمليات تفكيك الألغام والعبوات الناسفة في مناطق مختلفة من اليمن، حيث قامت الفرق الهندسية التابعة للمشروع بتطهير الأراضي من الألغام الفردية المضادة للأفراد والمركبات، إضافة إلى إزالة العبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي.
وقد أظهرت التقارير الأخيرة أن المشروع نجح في إزالة ما يزيد عن 486.108 لغماً وعبوة ناسفة حتى الآن، مما يسهم في إنقاذ حياة آلاف المدنيين الذين كانوا مهددين بالخطر الدائم.
وتؤكد آخر الإحصائيات التي نشرها المشروع أن "مسام" تمكن من إزالة أكثر من 1,000 لغماً يوميًا في بعض الفترات، حيث يتم عمل فرق متخصصة على مدار الساعة لتأمين المناطق الأكثر تضرراً مثل محافظة تعز، الحديدة، ومأرب، وغيرها من المناطق التي شهدت اشتباكات عنيفة.
دور إنساني
لقد أثبت مشروع "مسام" دوره الفاعل والمهم في تحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن. وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي يواجهها العاملون في المشروع من تهديدات الألغام والعبوات الناسفة، إلا أن الفرق الهندسية التابعة له واصلت العمل بشجاعة وإصرار لتطهير الأراضي وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
وقد ساهم المشروع في توفير بيئة أكثر أمانًا للأطفال والعائلات التي كانت تعيش في خوف دائم من انفجار الألغام.
من جانبها، أشادت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بدور "مسام" في تخفيف معاناة الشعب اليمني، خاصة في المناطق التي لا تزال تشهد صراعات مسلحة.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة: "إن مشروع "مسام" يعد من المشاريع الرائدة في مجال إزالة الألغام، وقد ساهم بشكل كبير في تقليل عدد الحوادث المرتبطة بالألغام، وهو مثال رائع للتعاون الإنساني الدولي في سبيل تحسين حياة المدنيين."
التوعية بمخاطر الألغام
تزامنًا مع اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام، يعكف مركز الملك سلمان للإغاثة على توسيع دائرة التوعية بالمخاطر التي تشكلها الألغام على حياة المدنيين، بما في ذلك الأطفال.
ويشمل ذلك تنظيم حملات توعية في المدارس والمجتمعات المحلية لضمان معرفة الأهالي بكيفية التعامل مع الألغام غير المنفجرة والإبلاغ عنها.
إن جهود مشروع "مسام" في تفكيك الألغام تمثل إنجازًا مهمًا في سبيل استعادة الأمن والاستقرار للمناطق اليمنية المتضررة. وقد أتاح المشروع المجال للعديد من العائلات للعيش بأمان بعيدًا عن مخاطر الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي.
يبقى المشروع شاهدًا على التزام المملكة العربية السعودية، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، بدعم الشعب اليمني وتخفيف معاناته، ويعكس التعاون الدولي في مجال الإغاثة الإنسانية.