تفاقمت أزمة مياه الشرب في مدينة تعز خلال الأيام الماضية بشكل غير مسبوق، في ظل غياب تام لأي تدخل من الجهات المعنية، وفي مقدمتها السلطة المحلية ومؤسسة المياه، بالتزامن مع تأخر موسم الأمطار واستمرار الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الحوثي على المدينة منذ أكثر من عقد.
وأفاد سكان محليون لـ "يمن شباب نت" بأن مياه الشرب باتت شبه معدومة في المحال التجارية، في وقت وصل فيه سعر دبة المياه سعة 20 لترًا إلى أكثر من 1000 ريال، مؤكدين أنهم ينتظرون لأيام طويلة من أجل الحصول على كميات بسيطة من المياه.
وشهدت بعض أحياء المدينة تجمعات كبيرة لطوابير النساء والأطفال أمام البقالات التي لا تزال تتوفر فيها كميات محدودة من مياه الشرب، في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تخنق سكان تعز. ويضطر العديد من السكان إلى التنقل بين الأحياء والمناطق المجاورة، بحثًا عن مصدر للمياه، في ظل غياب أي حلول من الجهات المختصة.
في الوقت ذاته، يتهم ناشطون مالكي محطات التحلية بافتعال الأزمة عمدًا، من خلال تقليل كميات الضخ ورفع الأسعار بشكل جنوني، بهدف تحقيق مكاسب مادية على حساب معاناة المواطنين، مطالبين بفتح تحقيق فوري لكشف المتلاعبين ومحاسبتهم.
ويطالب الأهالي السلطة المحلية بسرعة التدخل، وتوجيه الأجهزة الأمنية لاتخاذ إجراءات حازمة تجاه المتسببين في تعميق الأزمة، والعمل على توفير حلول عاجلة تضمن وصول المياه للمواطنين بطرق عادلة ومنصفة.
وفي السياق ذاته، كشف أحد مالكي البقالات أنه يضطر لشراء وايت مياه سعة 1500 لتر بمبلغ يصل إلى 39 ألف ريال، بعد انتظار لأيام بسبب الطلب المرتفع وشح الإمدادات.
في المقابل، أرجع ملاك محطات التحلية في المدينة تفاقم الأزمة إلى جفاف معظم آبار المياه في منطقة الضباب، محمّلين السلطة المحلية مسؤولية ما وصفوه بـ"الإهمال والتقاعس"، وعجزها عن اتخاذ أي إجراءات للحد من معاناة السكان.
وتواجه تعز أزمة مركبة في المياه منذ سنوات، إلا أن الوضع ازداد سوءًا هذا العام مع تأخر الأمطار واستمرار قطع خطوط الإمداد من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، ما يهدد بكارثة إنسانية خانقة إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة لتدارك الوضع.