تشهد جماعة الحوثي الإرهابية حالة غير مسبوقة من التصدع الداخلي والانقسامات، تجلت في موجة هروب متصاعدة لعدد من قياداتها البارزة إلى الخارج، وسط تصاعد الخلافات على النفوذ والمال، وتزايد المخاوف من الانهيار العسكري والسياسي للجماعة في مناطق سيطرتها.
وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن آخر القيادات التي غادرت اليمن بشكل مفاجئ هو القيادي الحوثي البارز محمد علي الزايدي، أحد الشخصيات المقربة من جناح صعدة، والقيادي هشام شرف الدين،، وذلك بعد أيام من تسرب معلومات عن تصاعد الصراع بين أجنحة الجماعة على عائدات الجبايات وموارد النفط والميناء.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تقارير تفيد بتزايد أعداد أسر قيادات حوثية غادرت صنعاء إلى دول مثل لبنان وإيران وسلطنة عمان، ضمن عملية تهريب منظمة خوفًا من أي انهيار محتمل للجماعة أو استهداف مباشر لقياداتها من الداخل أو الخارج.
صراع الأجنحة.. ثروة ودماء
مصادر سياسية كشفت أن الصراع بين جناحي عبدالملك الحوثي ومحمد علي الحوثي بلغ ذروته، مع تواتر معلومات عن اغتيالات داخلية طالت قيادات ميدانية لتصفية حسابات شخصية. وأشارت المصادر إلى أن قيادات مالية بارزة أصبحت هدفًا لتصفيات ممنهجة من قبل خصومها داخل الجماعة.
مخاوف من انهيار المنظومة الأمنية للجماعة
في السياق ذاته، تحدثت تقارير أمنية عن حالة استنفار قصوى في صنعاء، بعد ورود أنباء عن محاولة قيادات أخرى الترتيب لمغادرة اليمن بطرق سرية، ما دفع الجماعة إلى تشديد الرقابة على مطار صنعاء ومنافذ محافظة الحديدة.
مراقبون: مؤشر على بداية النهاية
يرى مراقبون أن موجة الهروب الأخيرة لقيادات حوثية تحمل دلالات على اهتزاز ثقة القاعدة القيادية بالجماعة في بقائها طويلًا، خصوصًا في ظل الضغوط العسكرية والاقتصادية المتزايدة، وفقدانها للحاضنة الشعبية التي أرهقتها الجبايات والانتهاكات
