أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الأربعاء، أن من بين شحنة الأسلحة الإيرانية الضخمة التي صادرتها قوات المقاومة الوطنية أثناء توجهها إلى الحوثيين، تضمنت المئات من صواريخ كروز المتطورة، وذلك في واحدة من أكبر عمليات الاعتراض منذ بدء الحرب في اليمن.

وقالت سنتكوم في بيان إن الشحنة، التي يزيد وزنها عن 750 طناً، شملت صواريخ مضادة للسفن، وصواريخ مضادة للطائرات، ورؤوساً حربية، وأنظمة توجيه دقيقة، ومحركات لطائرات مسيّرة، ورادارات ومعدات اتصالات عسكرية.

وأضاف البيان أن "العديد من مكونات هذه الشحنة، بما في ذلك الصواريخ، تم إنتاجها من قبل شركة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية تخضع لعقوبات أمريكية"، مشيراً إلى العثور على كتيبات باللغة الفارسية ضمن المواد المصادرة.

وأكد الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أن "اعتراض هذه الشحنة يؤكد مجدداً أن إيران لا تزال الجهة الأكثر زعزعة للاستقرار في المنطقة"، مضيفاً أن منع وصول هذا النوع من الأسلحة إلى الحوثيين "ضروري لأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن".

ولم تحدد القيادة الأمريكية نوع الصواريخ المضبوطة، لكن صوراً للشحنة أظهرت مكونات لصواريخ كروز تشبه الطرازات الإيرانية من نوع "نور" و"قادر"، بحسب الباحث المتخصص في الجماعة الحوثية عدنان الجبرني.

وتُعد صواريخ كروز أسلحة دقيقة بعيدة المدى، تطير على ارتفاع منخفض لتفادي الرادارات، وتُستخدم عادة لضرب أهداف ثابتة كالسفن والقواعد العسكرية.

وتطوّر إيران نسخاً محلية من هذه الصواريخ، مستندة إلى طرازات روسية وصينية مثل "KH-55" و"سي-802"، أبرزها "نور" و"قادر"، والتي يُعتقد أن الحوثيين يستخدمونها في البحر الأحمر تحت أسماء محلية مثل "المندب 1".

كما أظهرت صور أخرى أجزاء يُعتقد أنها لصواريخ دفاع جوي من نوع "قائم 118" الإيراني، وهو طراز حديث يستخدمه الحوثيون لإسقاط الطائرات المسيّرة، ويُعرف محلياً باسم "صقر 4"، إضافة إلى الصاروخ "328"، وهو صاروخ دفاع جوي يُعتقد أنه السلاح الذي تستهدف به الميليشيا طائرات MQ-9 الأمريكية المسيرة.

وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تواصل الجماعة شن ضربات صاروخية وجوية، تقول إنها تستهدف "سفنا مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا".

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لحماية الملاحة في البحر الأحمر، كما كثّفت في الأشهر الأخيرة عمليات اعتراض الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى الحوثيين عبر شبكات تهريب بحرية معقدة تمتد من إيران مروراً بالسواحل العمانية أو الصومالية، وصولاً إلى مناطق خاضعة لسيطرة الجماعة شمال اليمن.

وقالت سنتكوم إن الشحنة الأخيرة تم ضبطها على الساحل الغربي لليمن، من دون تحديد موقع العملية أو تاريخها بدقة، فيما ولم يصدر تعليق فوري من الحوثيين أو من السلطات الإيرانية.