أثارت مشاركة عدد كبير من قيادات ومسلحي جماعة الحوثي في جنازة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، جدلاً داخل الجماعة، وسط تذمر في الأوساط السياسية والإعلامية التابعة لها.
وخلال الأيام الماضية، احتدم النقاش بين قيادات الجماعة وناشطيها، مع تبادل الاتهامات بشأن آلية الحصول على التصاريح لحضور الجنازة، وشكاوى من استبعاد شخصيات لصالح أخرى مقربة من دوائر صنع القرار الحوثية.
ورغم عدم توفر أرقام دقيقة عن عدد المشاركين، أكدت مصادر ملاحية ارتفاع عدد الرحلات الجوية المغادرة من مطار صنعاء إلى عمّان خلال الأيام الأخيرة، ما يعزز فرضية سفر أعداد كبيرة من قيادات الجماعة إلى بيروت.
وأعلنت الجماعة عن وفد رسمي رفيع المستوى غادر يوم الجمعة للمشاركة في التشييع، برئاسة مفتي المليشيا شمس الدين، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وظهر قادة حوثيون يتحدثون من لبنان بمشاعر حزينة، اعتبرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مبالغة، ومن بينهم وزير الإعلام في حكومة الجماعة، هاشم شرف الدين، الذي ظهر باكيًا ومشيدًا بحسن نصر الله، واصفًا إياه بأنه "كان لنا فخرًا وعزًا، ونورًا وهدى، وكان الملهم والقائد، والأب في زمن اليتم، والأخ في زمن الفرقة، والمناصر والملاذ".
وفي هذا السياق، قال الصحفي المتخصص في شؤون الجماعة، عدنان الجبرني، إن هذه المشاركة العلنية والواسعة تعكس مستوى الارتباط العميق بين الحوثيين وحزب الله، والذي يتجاوز البعد الرمزي إلى تبعية أيديولوجية وتنظيمية متجذرة.
وأضاف الجبرني على حسابه بمنصة إكس، أن "الحوثية كجماعة تبدو أكثر انجذابًا نحو الخارج، وخصوصًا محور المقاومة، على حساب العوامل الوطنية في هويتها السياسية".
ويرى الجبرني ومراقبون أن هذا الارتباط الوثيق يعود إلى الدور المحوري الذي لعبه حزب الله، بدعم من الحرس الثوري الإيراني، في تحويل الحوثيين من جماعة مسلحة غير منظمة إلى كيان سياسي وعسكري متماسك.
وبحسب المراقبين، تم ذلك عبر استنساخ الهيكلية التنظيمية لحزب الله، واعتماد أدبياته، بالإضافة إلى تلقي الدعم العسكري والتقني والتدريبي من الحرس الثوري الإيراني، ما عزز من قدرات الجماعة في إدارة عملياتها العسكرية والسياسية خلال السنوات الماضية.
يذكر أن نصر الله، قتل يوم 27 سبتمبر 2024 في غارة جوية إسرائيلية أثناء لقائه قادة في الحزب، بمخبئ جنوب لبنان.
ويستعد حزب الله لإقامة مراسم تشييع جثمانه اليوم الأحد، بعد قرابة خمسة أشهر من اغتياله، إلى جانب خليفته هاشم صفي الدين، الذي اغتالته إسرائيل في 3 أكتوبر 2024.